ما هي فوضى الرعب؟ إن هذا المصطلح تعيشه الكثير من الفتيات في فترة المراهقة بدون أن تصارح نفسها بهذه الحقيقة وربما بدون أن تدرك أنها بالفعل تتعرض لنوبات من فوضى الرعب، وخطورة هذه الحالة تكمن في أنها لا تتعلق بخوف عادي من موضوع معين أو فزع من مشكلة أو هاجس محدد وإنما فوضى الرعب هي نوبة تنتاب الفتاة وتسبب لها حالة من التردد الكامل وقد تدفعها إلى ارتكاب تصرفات وسلوكيات وتتبنى مواقف معينة.
حتى تعرفي جيداً متى تصابين بفوضى الرعب حاولي أن تراقبي نفسك بصورة أكثر دقة وعليك أن تفحصي حالتك النفسية والمخاوف التي تنتابك وتداهم تفكيرك ووجدانك حتى تستطيعي أن تحددي اللحظة التي تشعرين فيها بموجة شرسة من الرعب تسيطر على كيانك بالكامل.
راقبي نفسك وخاصة حالتك الجسدية فهناك علامات معينة هي التي تبرهن على أنك تتعرضين الآن لفوضى الرعب فقد تجدين أنك تشعرين بعرق زائد أو زيادة في ضربات القلب وربما آلام في الصدر أو تشعرين ببرودة تصل إلى درجة التجمد في بعض أطرافك فضلاً عن عدم قدرتك على الرؤية بشكل جيد أو التنفس بصورة طبيعية وأحيانًا عندما تصيبك فوضى الرعب تشعرين أنك غير قادرة على السير على قدميك.
يجب عليك أن تتذكري كإنسانة أنك ورغم أنك في مقتبل العمر وأنك في بداية حياتك ستلاقين الموت في يوم ما ربما يكون بعيداً وربما يكون قريباً، وطالما أن الموت سيأتك وستلاقينه في نهاية المطاف فإن فوضى الرعب لا يجب أن تكون صاحبة الكلمة العليا في التأثير عليك وكلما شعرت أن الرعب يجتاجك ويقتحم كيانك لابد أن تتذكري حقيقة الموت وتعلمي جيداً أنك في هذه الدنيا تعيشين فقط من أجل أن تعبدي ربك في كل خطوة وكل تحرك وكل ما تفعلين في حياتك وتحتسبي في حياتك حسنات تنفعك يوم لقاء الله تعالى، وإذا كان الرعب غير المبرر الذي يجتاح كيانك سينسيك حقيقة الموت فإنه يجب أن يكون بمثابة العدو الذي يستحق منك كل حذر وإنتباه لمواجهته.
لابد أن تعلمي أن فوضى الرعب إذا تكررت نوباتها التي تهدد حياتك يمكن بالفعل أن تعزلك عن الواقع وتدخلك في دوامة من الصراعات النفسية التي قد تدمر حياتك، وتنأى بك عن محيطك الإجتماعي الطبيعي وربما تحرمك من الإستمتاع بحياتك بالصورة الطبيعية، ومن هنا وجب عليك أن تواجهي الرعب لأن هذه الفوضى التي تنذرك بضياع حياتك بسبب هذا الرعب غير المبرر تزداد وتتضخم كلما كان قرارك هو الهروب منها والفرار منها بينما إذا كان خيارك هو المواجهة والصمود وتحدي الرعب كلما كانت لديك قدرة أكبر على التخلص من هذه الفوضى.
يجب عليك أن تزيدي من معدل عباداتك وتحرصي على القرب من الله لأن الاطمئنان القلبي الحقيقي لا يتحقق للإنسان إلا إذا كان حريصاً على ذكر الله بشكل حقيقي طوال اليوم والقلب المحروم من ذكر الله والأنس بذلك هو قلب يمكن أن يظل ضحية للفوضى الناجمة عن الرعب والفزع.
المصدر: موقع رسالة المرأة.